نشر في: الأربعاء 8 مارس 2023 – 10:59 م آخر تحديث: الأربعاء 8 مارس 2023 – 10:59 متزامنا مع انعقاد الدورتين السنويتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني عقدت ندوة بعنوان “واقع وآفاق الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية في العصر الجديد”، برعاية المجموعة الصينية للإعلام الدولي نظمتها مجلة الصين اليوم ومعهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية ونفذتها مجموعة بيت الحكمة للثقافة.وشارك في الندوة نخبة من المسؤولين في مصر والصين وأكثر من عشر دول عربية، حيث ناقشوا كيفية تعزيز العلاقات الصينية العربية وتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين بما يعود بالنفع على شعوب الدول العربية والصين، وخاصة بعد الانعقاد الناجح للقمة العربية الصينية الأولى في الرياض والقمة الصينية الخليجية والتي شارك فيها رؤساء الدول العربية كافة والرئيس الصيني شي جين بينج.وفي الندوة التي أداراها الدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لبيت الحكمة والخبير في الشأن الصيني، قدم الأستاذ حسين إسماعيل نائب رئيس الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم تعريفا بالدورتين السنويتين لمجلس نواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وأهميتهما للصين والعالم وخاصة الدول العربية وما يمكن أن يسفر عنهما من قرارات تدعم العلاقات العربية الصينية.وذكر أن الصين أعلنت في ديسمبر الماضي تعديل إجراءات الاستجابة لفيروس كورونا حيث خفضت الصين مستوى إدارة المرض من الفئة “أ” إلى الفئة “ب”.وفي حديثه ممثلا لجامعة الدول العربية، صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، السفير جمال رشدي، بأن القمة العربية الصينية التي عقدت بالسعودية كانت قفزة في تاريخ العلاقات الثنائية بين الجانبين، حيث إن الجانبين يتمتعان بجذور تعاون تاريخية.وقال رشدي إن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية في وقت سابق بلغ 36 مليار دولار، وهو الذي لا يليق بحجم الاقتصاد بين الجانبين، ولكن بالتدرج والتنشيط نما حجم التبادل التجاري ليصل إلى 330 مليار دولار، وهناك خطط ليتجاوز 400 مليار دولار.وأكد المتحدث أن التعاون الصيني العربي ليس موجه ضد أي طرف وهو نابع من المصلحة المشتركة بين الطرفين، ويركز على موضوعات لا تهم الجانبين فقط بل العالم أجمع.ومن ناحية أخرى، صرح الوزير المستشار بسفارة الصين لدى مصر تشاو ليانج، بأن الحضارتين الصينية والعربية تألقتا على طرفي قارة آسيا، وتعارفتا وتواصلتا عبر طريق الحرير القديم، وتشاركتا السراء والضراء في النضال من أجل التحرر الوطني، وتعاونتا في عملية العولمة الاقتصادية والتزمتا بالحق والأخلاق في التقلبات الدولية وكتبتا قصة رائعة للتلاحم والتنافع والتآزر بين شرق آسيا وغربها.وقال تشاو إن الجانب الصيني يدعم الجانب العربي لاستخدام الحكمة العربية لإيجاد الحل السياسي للقضايا الساخنة والمستعصية وإقامة إطار الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام في الشرق الأوسط.وأكد أن الصين تدعم جهود الدول العربية للحفاظ على السيادة والاستقلال وسلامة الأراضي، ولم يتغير يوما دعمُها الثابت والدائم للدول العربية في القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا.ومن جهته، قال المدير العام لمعهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية الدكتور محمد كمال، إن العالم يسعى لبناء نظام دولي جديد لأن النظام الدولي الحالي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد معبراً عن العالم الذي نعيش فيه الآن.وأكد كمال أنه ليس من مصلحة الصين والعرب وأى دولة في العالم العودة للتنافس بين الكيانات الكبرى ولا يجب وضع العالم في الاختيار بين القوى الكبرى بل يجب أن يكون للدول حق الاختيار.وأضاف أن القمة العربية الصينية الأخيرة أبرزت رفضها لفكرة من ليس حليفي فهو عدوى وترفض الحرب الباردة.من جهته، صرح نائب رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي قاو آن مينج، بأن الصين والدول العربية تعاونوا بشكل كبير في الآونة الأخيرة وحققتا إنجازات بارزة في العديد من المجالات كان أهمها بناء الملعب الرئيسي لنهائيات كأس العالم قطر 2022، وبناء منطقة التعاون الاقتصادي “تيدا” السويس، بالإضافة إلى بناء مشروع مصفاة ينبع بين الصين والسعودية.وقال مينج إنه يجب على كل من الصين والدول العربية الإصرار على تحديد موقفها لكي يصبح الطرفان قوة إيجابية هائلة للحفاظ على السلام العالمي وتعزيز الإنصاف والعدالة والتطوير الفعال للشراكة الاستراتيجية الصينية العربية.كما أكد رئيس دار مجلة الصين اليوم هو باو مين، في كلمته، أن الصين والدول العربية لهما تاريخ طويل من الحضارة الرائعة، كما تسارعت وتيرة التعاون البراجماتي الصيني العربية، في إطار مبادرة الحزام والطريق.وأضاف مين أن بكين تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع الدول العربية، وعلى استعداد لبذل المزيد من الجهد لخلق مستقبل أفضل.وقد تحدث في الندوة أيضا الدكتورة بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية في تونس، والسفير علي الشريف (السودان)، رئيس اتحاد جمعيات الصداقة العربية- الصينية، الدكتور حسن عبد الله الدعجة (الأردن)، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسين بن طلال، الدكتور قاسم المحبشي (اليمن) أستاذ فلسفة التاريخ والحضارة بجامعة عدن، الدكتور حسام الدين سالم جابر (البحرين)، الباحث والمحاضر في العلاقات الدولية بالبحرين، الدكتور ما فو ده الأستاذ في جامعة شيآن للدراسات الدولية بالصين، الأستاذ أحمد سلام، المستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر لدى الصين، الأستاذ وارف قميحة (لبنان)، رئيس جمعية طريق الحوار اللبناني- الصيني، وعلق على الندوة الأستاذ عماد الأزرق رئيس مركز التحرير للبحوث والدراسات الدولية، والدكتورة فاتن الدوسري من البحرين المتخصصة في العلاقات الدولية، والدكتور شيماء كمال أستاذ اللغة الصينية وغيرهم من الحضور الذين بلغوا 40 خبيراً ومتخصصاً وباحثاً في الشأن الصيني من أغلب الدول العربية.
