جدرانٌ صماء لا روحٌ فيها ولا حياة، سُرعان ما حولها شابٌ ثلاثيني لأخرى مُفعمةٌ بالألوان، تحوي رسومات ذات ثلاثة أبعاد، خطتها أنامل وفراشة ذاك النقاش الفنان، في زوايا وأركان المكان امتثلاً لرغبة صاحبه..
فهناك ديناصور ضخم قرر تحطيم أحد الأبواب وأطل برأسه منها على القاطنين في المكان، وأخرى لقدم عملاق تشعر أنها تسير على الجدران..هذه بعضًا من الرسومات التي اجتهد ذاك الشاب في اتمامها لأصحابها..
النقاش الفنان هو شابٌ درس الحقوق ولكنه لم يعمل يومًا في المحاماه كون الحياة لم تمنحه فرصة ارتداء الروب الأسود داخل أروقة المحاكم، فظروف البيت الذي يقطنه بالسنبلاوين في المنصورة جعلته منذ أن كان صغيرًا ينطلق للعمل في النقاشة لمساعدة أسرته، ولكن مع الوقت بدأ يكتشف نفسه في محاكاة اللوحات وتقليد الرسومات.. -حسبما روى لمصر العربية ذاك الشاب الذي يُدعى طه السيد-.
لم تكن موهبة الرسم وليدة اللحظة عند “طه” ابن مركز السنبلاوين، ولكن حينما كان وقته مُقسمًا ما بين الدراسة والعمل بالنقاشة يتذكر أنه كان يُجري بعض المحاولات في الرسم على الأوراق ليخرج بنتائج لا بأس بها -على حد تعبيره-.
التحق “طه” بالجامعة ودرس الحقوق وحصل على الليسانس، ولكن ظروفه جعلته يكمل ما بدأه في العمل بالنقاشة فليس لديه رفاهية للتوقف، وأثناء عمله في بيت هذا ومنزل ذاك طلب منه احدهم ذات يوم أن ينفذ له إحدى الرسومات على الجدران.
وضع “طه” الرسمة أمامه -حسبما روى لـ مصر العربية- وبدأ يُحاكيها فمرات يُخفق وأخرى يُصيب، إلى أن اصبح معروفًا بين أهالي المكان بأنه يُجيد الرسم على الجدران ليحولها لرسومات ثلاثية الأبعاد فيضفى على بعض الحجرات شيئًا من الاتساع والعمق..
الرسمة الواحدة لا تستغرق من طه الكثير من الوقت فأقصى زمن قطعه لانجاز واحدة من تلك الرسومات لم يتخط الـ 4 ساعات واحيانًا أخرى 15 دقيقة، فالأمر يتوقف على حجم الرسمة وكم التفاصيل التي تظهر بها.
أما عن التكلفة فيبلغ المتوسط ما بين 750 جنيهًا إلى 950 جنيهًا للرسومات ذات الحجم 3*3 و3*4 ، يقول أطه أنه لم يعد يطلبه الأهالي في السنبلاوين فقط ولكنه جاب جميع المحافظات عدا أسوان ومحافظة أخرى.