نشر في: الثلاثاء 2 أغسطس 2022 – 10:18 ص آخر تحديث: الثلاثاء 2 أغسطس 2022 – 10:18 ص
يعمل “خالد بهلوان” -ابن آخر العائلات السورية في مجال صناعة السفن الفينيقية- بمعداته اليدوية المرهقة، عاكفا على تثبيت المسامير بين أخشاب السفينة، في ورشته على شاطئ جزيرة “أرواد” التي تبعد كيلومترين عن السواحل السورية؛ ما جعلها في مأمن من نيران الصراع داخل سوريا، إلا أن عائلته تخوض صراعها الخاص في الحفاظ على تراثها منذ عصر الفينيقيين، الذي تهدده الحالة الاقتصادية السيئة تبعا لظروف الحرب.
قال خالد بهلوان، في حواره مع “فرانس برس”، إن انقطاع التيار الكهربي أعاد الأسرة للعمل بالمعدات البدائية، ما يتضمن قدرا كبيرا من المشقة في العمل مقابل طلب ضعيف على السفن.
وأوضح فاروق بهلوان، عم خالد، أن العائلة اعتادت تصنيع 4 سفن ضخمة وعدة قوارب سنويا؛ لتصديرها إلى قبرص وتركيا، إلا أنه في السنة الحالية لم يتم العمل سوى بسفينة واحدة فقط.
واستطرد أن العائلة تصنع السفن بنفس أسلوب الفينيقيين منذ آلاف السنين، إذ يتم جلب أخشاب الكينة والتوت من غابات طرطوس بالساحل السوري.
وأشار -وهو يحدق في البحر من أمامه- إلى أن الأوضاع صعبة، إلا أنها مسؤولية تاريخية على كاهل الأسرة للحفاظ على تراث جزيرة “أرواد”.
يذكر أن الفينيقيين من أشهر الحضارات المرتبطة بالبحر، ومن أكثر الحضارات تطويرا للعلوم البحرية؛ إذ استغلت براعتها في قيادة السفن للانتشار وتكوين إمبراطوريات في مختلف أرجاء البحر المتوسط.
وأضاف سليمان نور الدين، مسؤول بلدية “أرواد”، أن سكان الجزيرة عمل معظمهم سابقا بصناعة السفن على الطراز الفينيقي، ولكن مع الظروف الاقتصادية لم يبق بالمجال سوى أسرة “بهلوان”، وقوامها 8 أشخاص فقط.
ويتردد على “أرواد” مئات السائحين والعاملين باستمرار، مستقلين السفن المصنعة بالطراز الفينيقي، التي تحمل أغلبها لمسات أبناء عائلة بهلوان.
