نشر في: الخميس 12 مايو 2022 – 10:20 ص آخر تحديث: الخميس 12 مايو 2022 – 10:20 ص
أثار مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة أمام عدسات الكاميرات، موجة غضب ضد سياسة الاحتلال الإسرائيلي العنيفة لقمع الصحفيين؛ ما جعل حكومة الاحتلال -ممثلة في رئيس وزرائها، ووزارة خارجيتها- تسارع في صرف التهمة عنها بمقطع مصور تدعي أنه لمسلحين فلسطينيين قاموا بقتل “أبو عاقلة” خلال تبادل إطلاق نار مع قوات الاحتلال، ولكن تحقيق مصغر لجمعية حقوقية إسرائيلية أثبت خطأ تلك الادعاءات بأدلة مصورة.
استعرضت قناة “سكاي نيوز” البريطانية، أبرز الأدلة على كون المقطع المصور للمسلحين الفلسطينيين غير مرتبط بمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
حللت قناة “سكاى نيوز” أولا المقطع الخاص باستهداف الصحفية الذي نشرته قناة “الجزيرة”، الذي بدأ بصوت رشقات من الرصاص، تلته أصوات استغاثة ونداءات باسم شيرين، التي لم تظهر في الصورة، ليأتي بعد تلك الرشقة الأولى رشقتين إضافيتين من الرصاص ظهرت شيرين بعدها مرتدية سترة واقية زرقاء وخوذة مكتوب عليهما بخط واضح كلمة الصحافة.
بعد ربع دقيقة عادت رشقات الرصاص، وبعد برهة من الصمت ظهر فلسطيني في الجانب الآخر يحاول القدوم للمساعدة؛ لتعود أصوات الرصاص وصياح الصحفية “شذا حنيشة” بجانب شيرين، تحذر الرجل من قناصة بالمكان.
وبعد دقيقة من الهدوء، تمكن الشاب من العبور وحمل شيرين، لتقاطعه طلقة رصاص جعل صوتها، الصحفية شذا، تغلق أذنيها لقوتها، ليبتعد الشاب حاملا شيرين والدماء تتدفق من رأسها.
أكدت “سكاى نيوز” بعد تحليل الفيديو، أن تسارع مشاهده وطول مدته تجعل من الصعب التلاعب به، كما طابق الفيديو موقع “مابيلاري Mapillary” للخرائط، الذي أكد حدوث الواقعة في نفس المكان قرب المخيم في جنين، الذي ذكرته قناة “الجزيرة”.
أما عن الفيديو الإسرائيلي، فيظهر مسلحين ملثمين يطلقون النار عشوائيا، بينما يقول أحدهم إنه أصاب جندي إسرائيلي، وهو ما تستند إليه حكومة الاحتلال بأنه “لم يسقط جندي إسرائيلي في تلك الواقعة، ما يرجح أن تكون شيرين هي المصابة”.
ولم تستطع “سكاي نيوز” تحديد مكان تصوير المقطع على موقع “مابيلاري”، لكن جمعية “بيت سلام” الحقوقية الإسرائيلية تمكنت من تحديد مصدر المقطع من قناة “تليجرام” لجماعة “سرايا السلام” الفلسطينية، وكذلك تحديد الموقع قرب المخيم الذي شهد مقتل الصحفية.
وللتأكد من إمكانية بلوغ طلقات المسلحين، شيرين، قام متقصون من “بيت سلام” بالوقوف مكان المسلحين، الذي تمكنوا من تحديده، وتصوير فيديو لهم يسيرون باتجاه موقع شيرين، ليتبين أنه على مسافة بعيدة، كما يحتاج إلى انحنائتين عبر الطرق الفرعية لبلوغ مكان شيرين؛ ما يجعل استهداف قناص من مكان المسلحين لشيرين “مستحيلا”.
ويظهر فيديو “بيت سلام”، المقطع المنشور للمسلحين على يمين الشاشة، بينما مقطع سير فريق “بيت سلام” مع اتجاه الرصاص على اليسار بخط أصفر، ليتضح “استحالة بلوغ الطلقات مكان شيرين، المفصول عن مرمى نيران المسلحين”.
وجاءت شهادة “شذا حنيشة”، صحفية “قدس” الإخبارية، التي كانت مع شيرين، لتكذب ادعاءات الحكومة الإسرائيلية، إذ أكدت -في مداخلة مع “فرانس 24″، أنها “كانت تقف مع شيرين في أرض مكشوفة، من خلفهم جدار، ومن أمامهم قوات الاحتلال”، بينما أضافت أنه “من الواضح أنها كانت عملية اغتيال؛ إذ استمر إطلاق الرصاص عليهما تحديدا دون غيرهما، كما حاول القناص استهدافها كلما حاولت الخروج من مخبئها”.
