نشر في: الجمعة 19 مايو 2023 – 10:02 م آخر تحديث: الجمعة 19 مايو 2023 – 10:02 م
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال حوار حصري مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم، قبل جولة الإعادة المقررة في 28 مايو، إن تركيا تجمعها علاقة “خاصة” ومتنامية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالرغم من الضغوط المتزايدة على أنقرة للمساعدة في تعزيز العقوبات الغربية ضد موسكو.
وأضاف أردوغان: “لسنا في مرحلة نفرض فيها عقوبات على روسيا مثلما فعل الغرب. لسنا ملزمين بالعقوبات الغربية. نحن دولة قوية وتجمعنا علاقة إيجابية مع روسيا.. روسيا وتركيا في حاجة إلى بعضهما البعض بكل مجال ممكن”.
وأكد أردوغان قائلا: “لا يقود الغرب نهجا متوازنا للغاية. أنت تحتاج نهجا متوازنا تجاه بلد مثل روسيا، والذي كان من الممكن أن يكون نهجًا أكثر حظا بكثير”.
واتهم منافسه في الانتخابات، كمال كليتشدار أوغلو، بالسعي إلى “فصل” تركيا عن روسيا. وأوضحت “سي إن إن” أن أردوغان وكليتشدرا يختلفان بشأن عدة قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية، ومن بينها الدبلوماسية مع الغرب وروسيا.
وكان كيليتشدار أوغلو قد تعهد بإصلاح سنوات من الدبلوماسية المتوترة مع الغرب، مشيرا إلى أنه لن يسعى إلى محاكاة علاقة أردوغان مع بوتين التي كانت مدفوعة بالشخصية، وبدلاً من ذلك إعادة ضبط علاقة أنقرة بموسكو لتكون “مدفوعة من الدولة”، على حد تعبيره.
ومنذ حرب روسيا على أوكرانيا في فبراير 2022، ظهر أردوغان كوسيط رئيسي للسلطة، حيث تبنى توازنًا حاسمًا بين الجانبين، والذي يعرف على نطاق واسع بـ”الحياد المؤيد لأوكرانيا”.
كما ساعد في التوسط في اتفاقية رئيسية تعرف باسم مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب التي أفرجت عن ملايين الأطنان من القمح التي ظلت عالقة خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، مما مكن من تفادي أزمة جوع عالمية. وجرى تمديد الاتفاقية لشهرين آخرين، الأربعاء، قبل يوم على انتهاء مدتها.
وقال أردوغان لـ”سي إن إن”: “كان هذا ممكنا بسبب علاقتنا الخاصة مع الرئيس بوتين”، في إشارة إلى اتفاق الحبوب.
كما ساهم أردوغان في تأمين تبادل أسرى الحرب بين أوكرانيا وروسيا، بالإضافة إلى استضافة بعض من أسرى الحرب الأوكرانيين الذين أطلق سراحهم في تركيا، وتزويد أوكرانيا بالأسلحة.
وتناول أردوغان خلال الحوار نقطة ساخنة أخرى في التوترات التركية مع الغرب، وتتمثل في انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). ومنعت تركيا – ثاني أكبر جيش في الناتو – انضمام ستوكهولم إلى التحالف، متهمة إياها بإيواء مسلحين من حزب العمال الكردستاني المحظور هناك.
وانتقد أردوغان، الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب وصفه له بـ”المستبد” في حملته للبيت الأبيض عام 2020، متسائلا: “هل لديكتاتور حتى أن يدخل جولة إعادة للانتخابات؟”، على حد تعبيره.
وقال أردوغان لـ”سي إن إن” إنه توقع الأداء القوي لحزبه في السباق البرلماني لتعزيز فرصه في جولة الإعادة بسباق الرئاسة، مضيفا: “الاستقرار والثقة مهمان للغاية والأشخاص الذين يبحثون عن الاستقرار سيفعلون ما هو ضروري في الانتخابات”.
ورفض أردوغان دعوات المعارضة لترحيل شامل للاجئين، وقال إنه “يشجع” بدلا من ذلك حوالي مليون لاجئ للعودة إلى سوريا.
وأشار إلى أن تركيا تبني بنية تحتية ومنازل في الأجزاء التي تسيطر عليها تركيا من البلد الذي مزقته الحرب لتسهيل إعادة توطينهم.
وتابع: “المنظمات غير الحكومية التركية تبني وحدات سكنية في شمالي سوريا حتى يتمكن اللاجئين هنا من العودة إلى وطنهم. بدأت هذه العملية بالفعل. نحن نشجع المليون لاجئ للعودة إلى وطنهم”.
